تمتّع الحبل الشوكي بحماية الحلقات العظمية أو الفقرات، ولكنه قد يُصاب إذا تعرضّت العظام للكسر أو تحرّكت من مكانها. فإذا تلفت خلايا عصبية كثيرة، يؤدي هذا غالباً إلى فقدان الإحساس بحركة العضلات. وأحيانا رغم العلاج، قد تسوء إصابة الحبل الشوكي مع الوقت، ويستغرق الأمر مدة قد تصل إلى ستة أشهر حتى يتحدد مقدار ما يستطيع الشخص استعادته من وظائف. وتنجم هذه الإصابات غالباً عن حوادث السير أو السقوط، وتؤدي إلى كسور في عظام الفقرات أو خلع أو تمزق في المفاصل أو الأربطة التي تصل الفقرات ببعضها ويمكن أن تصل إلى مرحلة الشلل. ولكن السؤال الذي نطرحه اليوم هو: هل يمكن الاستمرار بممارسة الجنس بعد إصابة الحبل الشوكي؟
العلاقة الجنسية بعد الإصابة
عندما تجد نفسك مشلولاً قد تعتقد في البداية بأنك غير قادر على إقامة أي علاقة جنسية. وعلى الرغم من أنه قد يكون عليك تعديل أو تغيير بعض نشاطاتك الجنسية، فإنك ما زلت قادراً على المحافظة على حياة جنسية مجدية وعلى الاستمرار في أن تكون إنساناً ذو نشاط جنسي. فمسألة الجنس هي أكثر تعقيداً عند الرجال المصابين بالشلل، لأنه على المصاب قبل كل شيء، أن يعرف ما إذا كان قادراً على إحداث انتصاب في عضوه التناسلي ففي الأيام الأولى من الإصابة تجد نفسك غير قادر على ذلك، ولكن في معظم الحالات تعود هذه القدرة إليك بعد فترة. وهناك طريقتان لإحداث الانتصاب: الطريقة الأولى نفسية تبدأ في العقل من خلال المشاهد الجنسية والأصوات والروائح أو الخيال والذاكرة. وتنطلق إشارة من الدماغ عبر الحبل الشوكي لتصل إلى منطقة العجز حيث تنتقل منها إلى العضو التناسلي لتحدث فيه الانتصاب. والطريقة الثانية من الانتصاب يسمى الانتصاب بردّ الفعل، وهو ما يحدث نتيجة لإثارة المنطقة الجنسية التي تشمل القضيب والخصيتين.
أما عند النساء، إذا كان الشلل تاماً، تكمن المشكلة الأساسية في عدم الإحساس بأي شيء بسبب الإصابة. وقد يبدو لك في البداية أنك لا تستطيعين التمتع بالجنس بتاتاً، ولكن الأمر ليس كذلك. إنّك تحتاجين إلى تعلّم وممارسة طرق وأساليب جديدة تجعل ممارسة الجنس ممتعة لك، مثل أي إمرأة سليمة وإن لم يكن بالطريقة ذاتها.